فاضمة بابلا.. أنامل ذهبية حريصة على إشعاع الزربية الواوزكيتية

celebrities6 مارس 2025
فاضمة بابلا.. أنامل ذهبية حريصة على إشعاع الزربية الواوزكيتية

CELEBRITIES- لاماب-

انطلاقا من اهتمامها باستدامة تراث الأجداد في صناعة وتصنيع الزربية الواوزكيتية ذائعة الصيت، لا تدخر النساجة فاضمة بابلا الوقت ولا الجهد لضمان نقل هذه المهارة الحرفية بين الأجيال وتعزيز إشعاعها خارج منطقتها.

وعلى خطى والدتها، تمكنت فاضمة، هذه المرأة القروية المنحدرة من جماعة أمرزكان بإقليم ورزازات، منذ نعومة أظفارها من إتقان فن حياكة الزرابي، لتجعل من هذا النشاط لاحقا مصدرا مهما للدخل، مع إضفاء لمسة جمالية وإبداعا عليه جعله فريدا من نوعه.

وترى فاضمة في كل سجادة واوزكيتية تحفة فنية لا مثيل لها، حتى لو كانت القطعتان تحتويان على الزخارف والألوان والرموز نفسها.

وكشفت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن صناعة الزربية الواوزكيتية، بما تتطلبه من جمع الصوف وغسله وغزله إلى النسج، عمل شاق يتطلب المهارة والصبر وخبرة واسعة، مشددة على أهمية إحياء هذا الفن الموروث الذي يميز منطقة آيت واوزكيت.

ولإضفاء مزيد من الإشعاع على الزربية الواوزكيتية، قررت فاضمة أن تركض وراء أحلامها، واضعة نصب عينيها العمل الجمعوي من خلال إنشاء جمعية “أغوليد” التعاونية لإنتاج وتسويق الزربية الواوزكيتية، وذلك بهدف تثمين أفضل لهذا التراث والمشاركة في مختلف المعارض الوطنية والدولية المخصصة لترويج منتجات الصناعة التقليدية.

وتحظى الزرابي التي تنتجها التعاونية بالإعجاب نظرا لجودة التصنيع والأنماط والأشكال الهندسية التعبيرية التي تزين الزربية، فضلا عن الخطوط والمثلثات والمربعات المتحدة في شرائط على حواف جد محبوكة.

وبالنسبة لفاضمة، تعتبر الزربية الواوزكيتية منتجا صديقا للبيئة، إذ لا يحتوي على مواد كيميائية. وأكدت أنه “إلى جانب صوف سروا الطبيعي، الذي يحمل اسم سلالة أغنام جبل سروا، تستخدم النساجات منتجات تعتمد على مواد طبيعية مثل الحناء والزعفران للتلوين.

وأوضحت فاضمة، وهي أيضا عضوة في غرفة الصناعة التقليدية بجهة درعة-تافيلالت، أن صناعة الزرابي ساهمت بشكل كبير في تحسين الظروف المعيشية للعديد من النساء والأسر بالجهة، مضيفة أن التعاونية تعمل على التمكين الاقتصادي للمرأة وتعزيز قدراتها وإدماجها في النسيج الاقتصادي والاجتماعي.

وبالإضافة إلى استخدامها كأثاث منزلي، تعتبر الزربية الواوزكيتية شاهدا حيا على ثقافة وتاريخ وحياة ساكنة “تازناخت الكبرى”، إذ تحكي كل سجادة قصة وتصف لحظات الفرح والأمل والأحلام لدى النساء “الحرفيات/الفنانات” اللائي يطلقن العنان لإحساسهن بالإبداع قبل الكشف عن أعمال فنية ذات قيمة جمالية لا تضاهى.

وكرئيسة أيضا لجمعية “تويين” للتنمية والتعاون، تعمل هذه السيدة الخمسينية من خلال انخراطها الجمعوي على تحسين الظروف المعيشية للنساء القرويات والنهوض بالتعليم وصحة المرأة والطفل، بالإضافة إلى تعزيز انخراط النساء في الدينامية الاقتصادية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :يشترط في التعليقات عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم