سجلماسة.. مدينة وسيطية بتافيلالت تكشف عن 10 قرون من التاريخ

celebrities9 أغسطس 2025
سجلماسة.. مدينة وسيطية بتافيلالت تكشف عن 10 قرون من التاريخ

CELEBRITIES-رانيا دريسي –

أجرى المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث (INSAP) خلال عامي 2024 و2025، عمليات تنقيب أثرية كبرى بموقع سجلماسة، الواقع بمدينة الريصاني، جهة درعة-تافيلالت، تحت الإشراف العلمي في البداية من طرف الاستاذ لحسن تاوشيخت وبعد ذلك تحت إشراف الأستاذة أسماء القاسمي التي تقود فريق بحث مغربي مئة بالمئة، وذلك في إطار العناية التي توليها وزارة الشباب والثقافة والتواصل للتراث الوطني عامة والحفريات الأثرية خاصة.

ويعتبر سجلماسة من أولى الحواضر في الغرب الإسلامي، وقد تأسست في أواخر القرن 8 الميلادي كنقطة تقاطع استراتيجية بين المغرب وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء، إذ لعبت دوراً محوريا في تجارة الذهب وفي الشبكات الاقتصادية والثقافية العابرة للصحراء. وبفضل موقعها الجغرافي وازدهارها العمراني، تحولت المدينة إلى مركز تجاري وروحي وعلمي بارز في العصور الوسطى، ما أكسبها مكانة مرموقة في تاريخ المغرب والمنطقة.

فرغم ما شهدته سجلماسة من تنقيبات عديدة، فإن نتائج تلك الأبحاث ظلت مجزأة ومحدودة، لم تسفر إلا عن فهم جزئي لمعالم المدينة وتاريخها.

أما اليوم، فقد مكنت حفريات المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث (INSAP)، والتي غطّت ما يقرب من 9000 متر مربع من النواة الحضرية للمدينة، من الكشف عن معالم أثرية استثنائية طالت المباني الدينية والسكنية، والعناصر الزخرفية والفنية، والفضاءات الجنائزية، وكذا بقايا مرتبطة بدار السكة السجلماسية. وتشكل هذه الاكتشافات نقلة نوعية في إعادة تركيب المشهد التاريخي والعمراني لسجلماسة، وتعزيز مكانتها كموقع أثري رئيسي ضمن التراث المغربي والإفريقي المشترك.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :يشترط في التعليقات عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم