محمدالغاوي .. قصة الرسالة التي أدخلته مواهب (الحلقة 4)

celebrities11 أغسطس 2025

CELEBRITIES- إكرام زايد _

كما أسلفنا القول في الحلقة الماضية، فإن جزءا من طموح محمد الغاوي تحقق من خلال الوقوف أمام عراب برنامج “مواهب” الفنان الراحل عبد النبي الجيراي والغناء أمامه، لكن غاية الحصول على رضا الأخير لم تكن بالمسألة الهينة البلوغ.. فبعد أن واظب الشاب المراهق محمد الغاوي في الحضور خلال المراحل التحضرية للبرنامج صباحا لاختيار الأصوات ومساء لتصوير الحلقة، تمكن من الغناء أمام الجيراري ولكن أداءه لم يقنع الأخير، فيما قدم له اقتراحا بديلا لم يرض طموحه حينها..

هذا الحدث ظل محفورا في ذاكرة الغاوي إلى  حدود الآن، حيث يروي تفاصيله بقوله “كنت أسجل حضوري في حلقات “مواهب” وغنيت ذات مرة أمام السي عبد النبي، ولكن لم أنل رضاه  أو لم ينتبه لأدائي كما لا أدري رؤيته لي وكيفية تقييمه لي حينها..بعد أن انتهيت من الغناء أمامه، قال لي أن أغني ضمن الكورال وهو الأمر الذي لم يرق لي كما لم يرض طموحي المتمثل في احتراف الغناء وأصير واحدا من الأصوات المغربية المعروفة”..

لم يتوقف الشاب محمد الغاوي عند هذه الحدود ولم يستلسم بعد فشل اختبار قدراته الصوتية أمام الراحل عبد النبي الجيراري في “مواهب”، حيث ظل السؤال المؤرق الملازم له في كل اللحظات كيف السبيل ليصبح مقربا من الجيراري؟ إذاك نفذ خطة راودته وجعلته يحقق هذا الهاجس، والتفاصيل يرويها الغاوي بقوله “ألهمني عقلي حينها أن أكتب رسالة مجهولة أوجهها إلى الجيراري قلت ضمنها إنني  شاب من مدينة سلا، ووضع أسرتي المادي ضعيف وحالتي الاجتماعية متواضعة.. أعشق الغناء وموهوب وأقفلت في وجهي الأبواب وأرجو من الله أن تكون أنت السبب أن تأخذ بيدي وتشجعني لتحقيق هاته الغاية، دون إغفال الدعاء له بالتوفيق والنجاح وأن يحفظ الله أفراد أسرته وأبناءه”..

ذاك كان مجمل الرسالة التي كتبها محمد الغاوي ووجهها إلى عنوان الإذاعة الوطنية الكائن بزنقة البريهي بالرباط، منتظرا الرد عليها والذي سيأتيه فعلا في مقبلات الأيام..

نفذ محمد الغاوي خطته على أكمل وجه، وشاء متابعة نتائجها من خلال مواصلة حضور فعاليات تسجيل برنامج “مواهب ” رغبة منه في ملامسة ردود الرسالة السابقة الذكر، فقد واظب الغاوي على الحضور أسبوعيا للبرنامج وفي كل مرة كانت عيناه ترقبان ردود الفعل لدى ساعد الجيراري الأيمن الشاب مصطفى الادريسي..

يقول “في ذات يوم أحد وبعد مرور أزيد من شهر ونصف، وأنا في باب الإذاعة أنتظر المناداة على اسمي للولوج إلى الاستوديو لحضور التسجيل، فوجئت بمصطفى الادريسي ينادي علىاسمي مطالبا صاحبه بالدخول موضحا لي أن السي الجيراري يود مقابلتي..حينها فهمت أن الرسالة قد وصلت بين أيدي السي الجيراري، وأنه فعلا اطلع على تفاصليها ومحتوياتها”. يواصل محمد الغاوي استرجاع هذا اللقاء الهام الذي جمعه بالراحل الجيراري، قائلا “المهم دخلت وبعد المثول أمام السي عبد النبي  سألني عن هويتي وطلب مني الجلوس، ولم يسألني عن أحوالي وظروفي العائلية ولا عن أية تفاصيل أخرى متعلقة بي..فجلست إلى جانبه كملاحظ في تلك الفترة الصباحية، وطلب مني الحضور للتسجيل في الثالثة زوالا حيث أحضر لي دفترا من حجم 50 ورقة طالبا مني تسجيل كل الملاحظات التي يدلي بها للمشاركين في البرنامج، وكأني أقوم بدور ناطق رسمي لكل ملاحظاته وتقييمه للمتسابقين. ومن حسن حظي والجميل في الأمر أن الراحل الجيراري أخبرني قبل مماته أنه لا زال يحتفظ بتلك الرسالة ضمن أرشيفه وخزانته الخاصة”..

رسالة الشاب المراهق محمد الغاوي أعطت أكلها في ذلك الحين من خلال تمكينها إياه من التقرب إلى قدوته الأولى عبد النبي الجيراري، وشغله لمنصب ناطق رسمي بكل ملاحظاته وتقييمه لمتسابقي “مواهب”، واستمرت التجربة على هذا النحو لمدة شهر ليمنح عقبها هذا الشاب أول “كاشي” من البرنامج..

عن  ذلك يقول “مر شهر على هاته التجربة، وعقبها سألني العازفون في الفرقة الموسيقية هل أتوفر بطاقة التعريف.. ولأن سني كان صغيرا حينها لم أكن أتوفر عليها فطلبوا مني استخراجها، لأن لأن السي عبد النبي وضع اسمي ضمن قائمة الأسماء التي سيستفيد أصحابها من الكاشي..وحينها كانت قيمة هذا الكاشي  240 درهم بمعدل 60  درهم للحصة الواحدة، فيما بلغ كاشي العازفين  الشهري 480 درهم وهو ما يعادل 120 درهم للحصة الواحدة”..

علاقة الشاب محمد الغاوي بالراحل عبد النبي الجيراري، ستشهد تطورات إيجابية مع توالي الأيام وستسير نحو منحى إنساني جميل سيجعل من هذا الشاب واحدا من المقربين إلى صاحب “مواهب”، قبل غضبة الأخير التي سيتجعل بالغاوي موجودا خارجا عن دائرة “مواهب”بسبب رغبته في تحقيق حلقم الانطلاقة الفنية و الخروج عن عباءة عرابه وأستاذه..

(يتبع)

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :يشترط في التعليقات عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم