محمد الغاوي.. تفاصيل أول جائزة و قصةالإعجاب بالمعلمة

celebrities9 أغسطس 2025

CELEBRITIES- إكرام زايد –

لعبت مقهى عائلة برادة بالسوق المركزي بسلا دورا مفصليا في توجيه الطفل محمد الغاوي، كما شكلت زاده في حفظ العديد من أغنيات الريبرتوار الفني المغربي والعربي في سن مبكرة لم تتعد 8 سنوات حين كان يلبي احتياجات جده في محل الجزارة الذي امتلكه في فترات العطلة الدراسية..

خلال هاته الفترة، وذات مرة وهو يقضي وقته متجولا في السوق المركزي، نفذ إلى مسامعه نبأ يفيد تنظيم مدرسة النهضة لمسابقة غنائية بمناسبة نهاية السنة الدراسية، وأنه يتوجب على التلاميذ الراغبين في المشاركة التقدم للتسجيل نظير مبلغ 50 سنتيم..

إزاء  هذا الحدث لم يجد الطفل محمد الغاوي سبيلا آخر غير التوجه إلى جده ومفاتحته في الأمر، وهو  ما يتذكر تفاصيله بقوله “قصدت جدي لمنحي المبلغ اللازم لاقتناء التذكرة، وتوجهت عقب ذلك مباشرة لفضاء المدرسة حيث قصدت الشخص المكلف بتسجيل الأسماء وأخبرته برغبتي في المشاركة ليجيبني أني لا زلت صغيرا، قبل أن يتابع كلامه معي بسؤالي هل أتابع دراستي في مدرسة النهضة”..

إصرار الطفل محمد ورغبته الشديدة في الغناء لم يوقفه عند جواب المسؤول، لأنه واصل إلحاحه إلى أن لبى رغبته بتسجيل اسمه ضمن لائحة التلاميذ المسجلين للمشاركة في المسابقة. عن هاته التجربة يقول “شرع كل واحد من التلاميذ في الغناء بشكل فردي أمام الجمهور، وحين جاء دوري للغناء سألني المنظمون عما سأغني فكان جوابي “أمل حياتي” للسيدة أم كلثوم”..

ولأن الفرقة الموسيقية لم تكن حافظة للحن الأغنية، فقد شرع الطفل محمد – الذي لم يتعد سنه حينها 9 سنوات – في الغناء دون عزف موسيقي وسط جمهور طالبه بإعادة  الغناء.. يتذكر قائلا “غنيت وحدي دون مصاحبة عزف الفرقة الموسيقية، ولاهتمام الحاضرين وإنصاتهم لأدائي أعدت الغناء تحت الطلب، وهو ما جعل مقدم الحفل يندهش من هكذا رد الفعل”..

خلقت هاته الإطلالة الجماهرية الأولى لدى الطفل محمد فرحة عارمة وجعلته يكشتف ذاته الفنية لأول مرة في تلك اللحظة، وبلمعان عيون طفولي أيضا تذكر الغاوي تلك اللحظات الخاصة قائلا ” إن الصورة تتمثل أمام عيني الآن، وأنا أتذكر تلك الأوقات التي كان يقبلني فيها ويهنئني آباء وأولياء التلاميذ قبل الإعلان عن نتيجة المسابقة، وتخلق لدي المفاجأة باستحقاقي الفوز وحصولي على جائزة كانت علبة بداخلها بسكويت..”..

بعد إعلان هذا الفوز انهالت على الغاوي تنويهات وتهانئ الحاضرين، وفي مقدمتهم كان مقدم المسابقة الذي اقترح عليه الانخراط في جمعية “الجيل الصاعد” باعتبارها رئيسا لها، وهي العضوية التي ستجعل هذا الطفل الموهوب يضع قدميه على أول أدراج الفن.. يقول “انخرطت في جمعية “الجيل الصاعد” التي كانت عبارة عن فرقة للتمثيل مكونة من أبناء أعيان مدينة سلا، وكنا نتمرن إذاك في مقر تابع لحزب الاستقلال بعد السادسة مساء عقب نهاية الحصص الدراسية..”..

انخراط الطفل الغاوي في جمعية “الجيل الصاعد” لم يكن سهلا، إذ تطلب الأمر إقناع رئيسها الوالد للسماح للابن بهذا الانخراط، وهو ما أوضحه بقوله “بحكم أن منزلنا كان قريبا من مقر الجمعية، فقد ارتأى رئيس الجمعية مفاتحة والدي في أمر اختياري للانضمام إلى فرقة “الجيل الصاعد” شرط متابعتي في مسيرتي الدراسية.. وهو ما شكل حافزا بالنسبة إلى والدي للموافقة على الأمر..”..

يدين الغاوي لجمعية “الجيل الصاعد” بكثير من الفضل، لكونها أبعدته عن الضياع والانحراف الذي كان ممكنا وسهلا بالنظر إلى وجود بيت الأسرة وسط حي شعبي بسلا. يقول “عندما انخرطت في الجمعية  تعاشرت مع أعضائها الذين كانوا في أغلبهم من أبناء أعيان المدينة، ولبست جلبابهم وصرت واحدا منهم”..

كانت جمعية “الجيل الصاعد” عبارة عن فرقة للتمثيل، تضم ممثلين ومطربا واحدا هو عبد الحميد الغرباوي، الذي ظل اسمه عالقا في ذاكرة الغاوي للدور الذي لعبه لاحقا في حياته الفنية للمنافسة الشرسة التي كانت بينهما والتي أثمرت فيما بعد عن صداقة بينهما.

يقول “الجمعية كانت عبارة عن فرقة للتمثيل، تضم في عضويتها ممثلين ومطربا واحدا كان يتقمص دور مغني وكان اسمه عبد الحميد الغرباوي، ولكونه كان الوحيد فقد كان يتعامل مع الفرقة من منطلق النجوم..وتشاء الظروف بتعويضه وأتقاضى مبلغ 1.50 درهما، نظير المشاركة في حفلات على نطاق المؤسسات وصبيحات للأطفال في مسرح محمد الخامس.. “..

في هذا المسار الجمعوي الطفولي الذي سيصير في مراحل لاحقة أكثر عمقا وغزارة من خلال شغله اليوم لمنصب مسؤول في جمعية أبي رقراق، لم يهمل الغاوي دراسته، وتوقف عند اسم المعلمة سعاد بركات التي بصمت المرحلة الابتدائية لأنه كان معجبا بها.

يقول “كانت تعاقبني المعلمة سعاد بركات لأني كنت مشاغبا، وحين اكتشفت موهبتي كانت تدعوني للغناء في نهاية كل حصة دراسية أمام تلاميذ الفصل.. لقد كنت معجبا بهاته المعلمة في مرحلة الطفولة لأناقتها وجمالها.. “..

(يتبع..)

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :يشترط في التعليقات عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم