محمد الغاوي.. غضبة عبد النبي الجيراري (الحلقة 6)

celebrities13 أغسطس 2025

CELEBRITIES- إكرام زايد –

اجتاز الشاب محمد الغاوي بنجاح اختبار مسابقة “أضواء المدينة”، بعد أن وقف أمام أعضاء لجنة الانتقاء وأبدع في أداء رائعة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب “مضناك جفاك”، وذلك أمام كل من الراحل حميد بنبراهيم، والمنتج حميد العلوي، والراحل إدريس التادلي.

وعقب هذا النجاح الأولي، الذي تلاه تصوير حفل للتلفزيون، أدرك الغاوي أن ناقوس الخطر قد دق، وأن قرار إبعاد الراحل عبد النبي الجيراري من برنامج “مواهب” بات وشيكا، خصوصا بعدما ذاع صيته في أوساط مدينة سلا عقب تميزه في أداء “مضناك جفاه”.

يقول الغاوي”صحيح أني تعلمت من السي الجيراري الشيء الكثير، وصحيح أنه تبناني كابن له ولم يرضَ أبدًا أن أغادر دائرته. لكن مشاركتي في أضواء المدينة كانت تعني منعه لي من حضور البرنامج، وأن اسمي أصبح في القائمة السوداء. وهذا ما حدث فعلا، إذ طلب الجيراري من مصطفى الإدريسي أن يخبرني بعدم الحضور مجددا إلى البرنامج. عندها قررت التضحية مقابل ميلادي الفني الحقيقي من خلال أضواء المدينة، خاصة أن السي عبد النبي الجيراري لم يعترف يومًا بموهبتي، مما ولد بداخلي غبنا كبيرا. لذلك وضعت خطة جديدة للانطلاق في الميدان الفني ومغادرة مواهب”.

وقبل حدوث القطيعة بين الغاوي والجيراري، وقبل أن تطاله غضبته، لا بد من الإشارة إلى أن الشاب الغاوي شغل منصب معلم لمادة اللغة العربية بعد اجتيازه سنة 1975 لمباراتين: إحداهما لتوظيف مفتشي شرطة، وأخرى خاصة بمدرسة المعلمين. وبعد نجاحه فيهما، استشار الراحل الجيراري، الذي كان قد ضمه إلى برنامج “مواهب”، فنصحه باختيار سلك التعليم بدل قطاع الشرطة.

وعن ذلك يقول الغاوي “اضطررت، بحكم ظروف أسرتي المتواضعة، إلى مغادرة الصف الدراسي في مستوى السادسة ثانوي، واخترت التعليم لمساعدة والدي في تحمل أعباء وتكاليف إخوتي وأخواتي. شغلت منصب معلم للغة العربية، وواصلت هذه المهنة بالتوازي مع نشاطي الفني”.

وبالعودة إلى أضواء المدينة، وبعد أن نجح الغاوي في المرحلة الأولى من الاختبار، شرعت الإذاعة والتلفزة المغربية آنذاك في بث وصلات إعلانية تعلن انطلاق جولة البرنامج في عدد من المدن المغربية. وقد شهدت الجولة مشاركة الفنانة فاطمة المقدادي من طنجة، والفنان عبد الإله السقاط.

وبعد انتهاء الجولة، نظم القائمون على البرنامج سهرة فنية كبرى احتضنها مسرح محمد الخامس بالرباط، بمشاركة الفنان القدير عبد الوهاب الدكالي، والثنائي قشبال وزروال، والراحل أبو الصواب، والفنان عبد الواحد التطواني، إضافة إلى الأصوات الشابة التي تم اختيارها خلال الجولة، حيث كان مقررًا تتويج صوت رجالي وآخر نسائي.

ويتذكر الغاوي “شاركت في السهرة التي جرت بمسرح محمد الخامس إلى جانب العديد من الأصوات، من بينها الراحلة رجاء بلمليح، وذلك في بداية سنة 1980. وأذكر أن نتائج التباري لم تُعلن بعد الحفل، بل في نقل مباشر عبر التلفزة المغربية، وسط متابعة جماهيرية واسعة. وكانت النتيجة لصالح الراحلة رجاء بلمليح التي اختيرت كأحسن صوت نسائي عن أدائها لرائعة وجَفَك أنت المنى والطلب، أما أنا فاختيرت كأحسن صوت رجالي عن أدائي لـرائعة “مضناك جفاه”.

هذا التتويج جعل الغاوي مشهورا داخل مدرسة المعلمين، وحظي بامتيازات خاصة من مدير المؤسسة، استعدادا لمرحلة ما بعد التخرج، حيث سيوظف معلمًا للغة العربية، ويزاول هذه المهنة بالتوازي مع نشاطه الفني.

ومن جانب آخر، مثل تتويج الغاوي في مسابقة أضواء المدينة منعطفًا مهمًا في مساره الفني، خاصة بعد تعهد الإذاعة الوطنية بإنتاج وتسجيل أغنية للصوتين الفائزين. وهكذا قدّم الغاوي أول أغنية في رصيد غنائي زاخر، كانت بدايته فيها قطرة من فيض الشاعر الراحل الكبير علي الحداني، وموهبة الملحن محمد بلخياط.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :يشترط في التعليقات عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم