نسيم حداد يكتب العيطة بلغة أخرى ويحيي حفلا جماهيريا في البيضاء

celebrities2 يوليو 2025

CELEBRITIES- خاص-


من النادر أن نواجه حالة فنية مغربية، أو عربية، تحمل هذا المستوى من التداخل بين ما هو علمي صرف، وما هو صوتي شعبي.
نسيم حداد، دكتور في الفيزياء النووية، وباحث سابق في مركز CERN العالمي، ساهم في نشر أكثر من 600 مقال علمي محكم ضمن تجربة ATLAS، إحدى أرقى التجارب العلمية في العالم، لم ينتقل إلى العيطة بوصفها ملاذا عاطفيا، ولا بوصفها صوتا تراثيا يستحق “الإنقاذ”، بل بوصفها مادة حيّة، لم تفهم بعد.
نسيم حداد.. مشروع “yta World Tour”
منذ سنوات، بدأ نسيم حداد يشتغل على العيطة لا كفن شفهي فقط، بل كبنية رمزية، تحمل في طبقاتها المختلفة النداء، النبرة، الجرح، والسياق الاجتماعي المهمل.
وتلك البنية، التي غالبا ما حوصرت في وصف “الشيخة” أو “الفرجة”، أعاد نسيم حداد إخراجها إلى العلن، بأدوات فنية، توثيقية، وجمالية تعيد لها عمقها.
في مشروعه “Ayta World Tour”، لا يظهر نسيم حداد مغنٍ فحسب أعاد توزيع المقامات، بل كـمفكّر صوتي، بنى حول العيطة ثلاث مستويات: أولها الغناء المسرحي الحي، بتمثيل رمزي وأوركسترالي وثانيها التوثيق والتأويل، من خلال إصدار موسوعي بعنوان “موسوعة العيطة، أما آخرها فهو العرض البصري، عبر معرض متنقل يُعيد ترتيب علاقة الجمهور بالآلة والتراث والنداء
لكن المدهش أن هذا المشروع، الذي كان يمكن أن يبقى في حدود الاشتغال النخبوي، اخترق المجال العام.
فقد تصدرت إحدى أغاني نسيم حداد، بصيغة العيطة الأصلية، الترند في عدد من الدول العربية: السعودية، الإمارات، مصر، السودان، قطر، لبنان…
لا لأنها خففت، أو جُمّلت، أو خضعت لـ”التعريب”، بل لأنها قدمت كما هي، بصوت قادر على أن يحملها خارج معناها المحلي.
اللافت أن هذه الأغنية، التي وصلت إلى جمهور شاب على منصات التواصل، لم تكن مدعومة بأي حملة رقمية واضحة، بل انتشرت بفعل تكوينها الصوتي والوجداني الداخلي.
كأن هناك شيئا في العيطة، حين تُؤدّى بأدواتها الصحيحة، قادرٌ على لمس قلقٍ عربي عام، لا يزال يبحث عن نبرة تشبهه.
وفي تتويج لهذا المسار، سيحيي نسيم حداد، السبت 5 يوليوز 2025، في الساحة الكبرى لموروكو مول بالدار البيضاء، أكبر عرض جماهيري للعيطة في تاريخها الحديث، بحضور آلاف المتفرجين، وتوقيع فني وتقني يعبر عن تطور العيطة كفن حي، لا كصورة مؤطرة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :يشترط في التعليقات عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم