الرباط.. معرض مارك ريبو وبرونو باربي.. رؤى متقاطعة بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر

celebrities17 يوليو 2025

CELEBRITIES- لاماب-

افتتح بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بمدينة الرباط، الأربعاء 16 يوليوز 2025 معرض استثنائي يحمل عنوان “مارك ريبو وبرونو باربي.. رؤى متقاطعة”، في أول تنظيم له على أرض المغرب، ليجمع بين عدستين عالميتين من رواد التصوير الفوتوغرافي في القرن العشرين.

المعرض، الذي تنظمه المؤسسة الوطنية للمتاحف بشراكة مع جمعية أصدقاء مارك ريبو وكارولين ثيينو باربي، يعرض نحو 100 عمل فوتوغرافي من أرشيف اثنين من أبرز أعضاء وكالة “ماغنوم فوتوز”، تمت إعارتها خصيصًا من متحف غيمي في باريس، بما يتيح للجمهور المغربي الاطلاع على أعمال تؤرخ لحقب وتحولات إنسانية بارزة.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعربت كاترين ريبو، زوجة المصور العالمي الراحل مارك ريبو، عن سعادتها بعرض هذا العمل الوثائقي البصري بالمغرب للمرة الأولى، مشيرة إلى أن المعرض هو ثمرة توثيق طويل بالتعاون مع متحف “غيمي” الذي يحتضن اليوم الأرشيف الكامل لريبو.

واستحضرت كاترين أولى رحلات زوجها الكبرى، التي قادته من بيروت إلى كالكوتا، موضحة أن تلك المغامرة تم توثيقها من خلال سلسلة صور أصبحت لاحقًا رموزًا أيقونية في عالم التصوير الفوتوغرافي. كما سلطت الضوء على أسلوبه الإنساني العميق قائلة: “مارك لم يكن يحمل رسالة بقدر ما كان يجسّد أسلوب وجود: مليء بالاحترام، التعاطف، وأحيانًا الدعابة”.

من جهتها، تحدثت ابنة المصور برونو باربي عن تعلق والدها بالمغرب، مؤكدة أنه وُلد في برشيد، واحتفظ بعلاقة وطيدة مع وطنه الأم طوال ثلاثين عامًا من الزيارات المستمرة. ووصفت عالم والدها الفوتوغرافي بأنه مزيج بين الصحافة الواقعية والجمالية التشكيلية، متأثرًا بأسلوب الواقعية الإيطالية الجديدة، حيث “كان يصور الإنسان في محيطه الطبيعي، محولًا الشارع إلى مسرح بصري نابض بالحياة”.

أما مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، فقد أكد في تصريح له أن هذا الحدث الفني يندرج ضمن الدينامية الثقافية التي أطلقها الملك محمد السادس، مشيرًا إلى النقلة النوعية التي عرفتها المتاحف والثقافة المغربية منذ اعتلاء جلالته العرش، مما جعل من المغرب نموذجًا ثقافيًا يحتذى.

وسلط قطبي الضوء على البعد الإنساني في أعمال كل من ريبو وباربي، واصفا إياهما بـ”شخصيتين بارزتين في عالم التصوير الفوتوغرافي”، قبل أن يذكّر بأن مارك ريبو كان أول مصور غربي يُسمح له بتوثيق الصين الشيوعية، بينما ظل برونو باربي مخلصًا لحبه العميق للمغرب.

في السياق ذاته، أكدت لورين دوري، مديرة جمعية “أصدقاء مارك ريبو” ومندوبة المعرض، أن هذا اللقاء البصري يمثل تقاطعًا نادرًا بين رؤيتين توحدهما الرحلات، التحولات الجيوسياسية، وجمالية إنسانية. وتحدثت عن ارتباط ريبو بمدينة فاس، التي احتلت مكانة خاصة في قلبه، معتبرة أن صوره تشكل وثائق بصرية توثق النصف الثاني من القرن العشرين، وتساعد على مقاومة النسيان أو إعادة كتابة التاريخ بطرق انتقائية.

وختمت دوري بأن الصور المعروضة لا تقتصر على التوثيق، بل تقدم أيضًا قراءة إنسانية للعالم من خلال عدستين مختلفتين، تتقاطعان عند نقطة التقدير العميق للإنسان ومحيطه.


اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :يشترط في التعليقات عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم