CELEBRITIES- إكرام زايد –
في هذه الحلقة الأخيرة من سلسلة الفنان محمد الغاوي، ارتأينا أن نستعيد بعض الأسماء الفنية التي ارتبطت بمساره، ونقف عند أبرز المحطات التي كان لها أثر بارز في حياته الفنية والشخصية.
أول هذه الأسماء، الفنان القدير الراحل عبد النبي الجيراري، الذي وضع ثقته الكبيرة في محمد الغاوي وأسند إليه مهمة محافظة برنامج “مواهب” لسنوات طويلة. وقد شكل هذا البرنامج فرصة ذهبية للغاوي للتعرف عن قرب على نخبة من الأسماء الفنية المغربية التي شاءت الظروف لاحقًا أن تجمعه بها في عدد من الأعمال الفنية.

أما ثاني الأسماء المؤثرة في مساره، فهو المنتج حميد العلوي، المشرف على برنامج “أضواء المدينة” الذي توج فيه الغاوي بلقب أحسن صوت رجالي. وكان هذا التتويج بوابةً لاسم ثالث كان له أثر بالغ في مسيرة الغاوي، هو الزجال الكبير علي الحداني، الذي منحه، رفقة صديق طفولته ورفيق دربه الملحن محمد بلخياط، فرصة الانطلاقة والشهرة من خلال رائعة “الغربة”. هذه الأغنية لم تكن مجرد عمل فني ناجح، بل كانت جواز سفره نحو الجمهور داخل المغرب وخارجه، حيث انتشرت في العالم العربي والدولي عبر السهرات والمهرجانات والجولات الفنية التي شارك فيها، خاصة لفائدة الجالية المغربية.

ومن الأسماء التي شكلت نقطة تحول حقيقية في مساره الفني، الملحن القدير عبد الله عصامي، الذي بفضله التقى الغاوي بشخصية بارزة لم تؤثر في مساره الفني فحسب، بل في حياته الخاصة أيضًا، وهي شخصية المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني، الذي حظي الغاوي بشرف لقائه لأول مرة سنة 1986 لأداء أغنية “نسائم الذكرى”. كما كان له شرف لقاء جلالة الملك محمد السادس في مناسبات عديدة، وهو ما اعتبره تكريمًا لمساره الفني.

وضمن الأسماء التي بصمت مسيرة الغاوي أيضا، نذكر المخرج مصطفى فاكر، الذي فتح له أبواب الدراما التلفزيونية عبر مسلسل “راضية”، والذي حقق انتشارا واسعًا لدى الجمهور المغربي. كما لا يمكن إغفال اسم المسرحي الكبير حسن الجندي، من خلال ملحمة “العهد” التي أشرف على تنفيذ أجزائها الثلاثة، إضافة إلى اسم المسرحي القدير الطيب الصديقي الذي شارك معه الغاوي في عمله الضخم “أصوات وأضواء”، والذي حظي بدعم ورعاية الملك الراحل الحسن الثاني، طيب الله ثراه.
وإن كنا قد توقفنا عند هذه الأسماء البارزة في حياة محمد الغاوي، فإنها ليست الوحيدة التي تركت بصمتها في مشواره. ولأجل ذلك، وجب التأكيد أن أي إغفال لأسماء أخرى لا يُعد تجاهلًا أو إقصاء، لا من طرفنا ولا من طرف صاحب “الغربة” نفسه، الذي اعتبر هذه السلسلة نافذة للبوح، وفضاءً لقول الحقيقة على امتداد حلقاتها الخمسة عشر.
