الراحلة نعيمة المشرقي.. سيدة قلوب المغاربة

celebrities7 أكتوبر 2024
الراحلة نعيمة المشرقي.. سيدة قلوب المغاربة

CELEBRITIES- إكرام زايد –

وسط أصدقائها وزملائها ومحبيها وفي جو طبعه الحزن والأسى، شيع الأحد 6 أكتوبر 2024 جثمان الفنانة القديرة نعيمة المشرقي التي وافتها المنية عن عمر ناهز 81 عاما.

حضروا جميعا في وداع أيقونة الفن نعيمة المشرقي وسيدة قلوب كل المغاربة الذين أحبوا فنها وعشقوا شخصيتها التي لم تنسلخ أبدا عن جذورها ولم تنس يوما أنها ابنة درب السلطان..

حين تلتقيها لأول مرة، تذيب ذاك الجدار الجليدي بينك وبينها وتشعرك على الفور ببساطتها وتواضعها وقربها منك، ما يجعلك تحس أنها تنتمي لدائرة أقربائك أو أصدقائك المقربين أو أعزاءك الذين تسعد حيث تراهم أو تسمع صوتهم.

لا أخفي أني ارتبكت حين التيقتها لأول مرة، لأن والدتي (رحمها الله) كانت متابعة وفية لمسار نعيمة المشرقي ومدركة لمختلف أعمالها الفنية. ولأني حين سألت بعض من جايلها من الفنانين الذين تربطني بهم علاقة صداقة، أيقنت أن الراحلة تحتل مكانة فنية رفيعة على مستوى الساحة الفنية الوطنية.

تكررت لقاءاتي بالراحلة في عدة مناسبات فنية، وتنوعت بين المهرجانات السينمائية والعروض ما قبل الأولى للأفلام السينمائية والتلفزيونية (الخاصة بالقناة الثانية “دوزيم” حينها) وبين التظاهرات التي حظيت فيها بالتكريم، وفي كل مرة كنت أكتشف جانبا جديدا من شخصية نعيمة المشرقي..

ومن بين هذه اللقاءات، لقاء في مدينة مشرع بلقصيري حيث جرى تكريمها من قبل جمعية النجم الأحمر للتربية والثقافة والرياضة والتنمية الاجتماعية إلى جانب وجوه فنية وإعلامية، وهي الفرصة التي كانت جيدة للاقتراب أكثر من الراحلة نعيمة المشرقي وملامسة بساطتها وحبها للناس والحديث معها في أمور المهنة والحياة طيلة مدة التظاهرة.

كما التقيتها في مدينة أكادير حيث احتفي بها ضمن صالون أسماء بنكيران للثقافة والفنون إلى جانب أسماء فنية وإعلامية ورياضية، وكانت المناسبة مواتية أيضا لتبادل الأحاديث مع الراحلة وملامسة مدى رحابة صدرها في معالجة بعض المواقف التي شهدها مقامنا بأكادير.

كنت أسعد بتلقي مكالماتها الهاتفية من حين إلى آخر، خصوصا أنها كانت تخبرني أنها تود إخباري بـ “واحد الحويجة” علها تكون مفيدة لي، مع أن الأمر في الأصل كان رغبتها في إخباري بمعاناة فنان مع المرض أو مع ظروف الحياة الصعبة، للقيام بالواجب المهني وتحريك المياه الراكدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. كانت باختصار تلبس قبعة النقابية والإنسانية التي تحس بمدى معاناة الإنسان (الفنان) الآخر..

أما آخر مكالمة هاتفية جمعتني بالراحلة نعيمة المشرقي، فكانت سنة 2023 للاطمئنان على وضعها الصحي حين أصيبت بوعكة صحية ألزمتها المكوث في إحدى المستشفيات الخاصة بالدار البيضاء لبضعة أيام.. حينها أخبرتني أنها بخير وأنها لم ترغب في نشر النبأ لأنها لا ترغب في خلق الهلع بين أصدقائها الفنانين ومحبيها وعشاق فنها.

هكذا كانت الراحلة نعيمة المشرقي، فنانة كبيرة وسيدة مغربة بسيطة، أحبت الفن فأحبها ومنحته حياتها فمنحها حب المغاربة من كل الأعمار والطبقات، معتبرينها شخصا عزيزا وفردا من أسرهم الصغيرة يخلف رحيله الحزن والأسى على النفوس والقلوب.

رحم الله الفقيدة نعيمة المشرقي وأسكنها فسيح جناته.

وإنا لله وإنا إليه راجعون

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.