CELEBRITIES- إكرام زايد –
تمكن الفنان محمد الغاوي، بفضل عزيمته وإرادته القوية، من أن يصبح واحدا من أبرز الأسماء اللامعة في الساحة الفنية المغربية. وقد تحدّى مختلف العراقيل التي واجهته خلال مسيرة فنية امتدت لأكثر من 30 سنة، قدّم خلالها مجموعة من الأغنيات وتعاون مع نخبة من كبار الشعراء والملحنين المغاربة.
ونظرا للمكانة المتميزة التي يحظى بها بين زملائه في الساحة الفنية الوطنية، حظي الغاوي في أبريل 2013 باحتفاء خاص نظمته وزارة الثقافة بشراكة مع مسرح محمد الخامس بالرباط، بمناسبة مرور ثلاثة عقود على عطائه الفني. الحفل شهد حضور شخصيات سياسية وجمعوية وإعلامية، إلى جانب أسماء فنية تعامل معها الغاوي خلال مساره، من بينهم العربي الكوكبي، عبد الله عصامي، مولاي أحمد العلوي، وعبد العاطي آمنا، وغيرهم.
وعن هذا التكريم قال الغاوي: “لقد سعدت كثيرًا بهذه المبادرة التي تثلج صدر كل فنان وهو على قيد الحياة. إنه لشرف كبير أن أُكرّم من طرف وزارة الثقافة ومؤسسة المسرح الوطني، وأن يتم ذلك بحضور والدتي – أطال الله عمرها – وإخواني وأفراد أسرتي وزملائي وأصدقائي الفنانين.”
وفي سياق حديثه عن أسرته، ذكر الغاوي أن أولى العقبات التي واجهته كانت في مرحلة المراهقة، حين رغب في الانخراط بجمعية “الجيل الصاعد”. وبعد نقاش طويل وزيارة رئيس الجمعية لبيت الأسرة، تمكّن من إقناع والده والسماح له بممارسة العمل الجمعوي–الفني إلى جانب دراسته.
أما العقبة الثانية فكانت في مرحلة الشباب، عندما حاول التوفيق بين عمله في قطاع التعليم ومساره الفني، وذلك بدافع مساعدة والديه على تلبية احتياجات الأسرة. وقد ازدادت هذه المسؤولية ثقلاً بعد وفاة والده قبل 24 سنة، فاضطر إلى تحمل عبء إعالة أسرته بكل ما أوتي من قوة.
ويقول في هذا السياق: “سعدت كثيرًا بمساندة والدتي في تحمل أعباء إخواني وأخواتي، وأسعد أكثر اليوم بعدما تمكن كل واحد منهم، بفضل الله، من تحقيق مكانة متميزة في مجاله المهني.”
وأشار الغاوي إلى علاقته الخاصة بوالدته قائلاً: “سألتها ذات مرة عن المكانة التي أحتلها في قلبها بين أشقائي، فأجابت بأنها تحب جميع أبنائها وبناتها، لكنني أظل الأقرب إليها باعتباري الابن البكر الذي كان أول من شعرت تجاهه بإحساس الأمومة.”
لذلك حرص الغاوي، إلى جانب أشقائه، على رعاية والدتهم بعد وفاة الأب، قائلا “وفقنا الله في إرسال والدتنا مرات عدة إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج والعمرة، وما زلنا نسعى جاهدين إلى نيل رضاها وتلبية جميع احتياجاتها ومتطلباتها. لقد تحملنا جميعًا مسؤولية إعالة تسعة أبناء وتوفير ظروف عيش كريمة لكل واحد منهم.”
ومن العقبات التي صادفها الغاوي في مساره الفني تلك التي أعقبت تتويجه في برنامج “أضواء المدينة” سنة 1981، حين حصل على جائزة أحسن صوت رجالي. فقد كان التحدي الأكبر آنذاك أن يغني من كلمات الشاعر الكبير علي الحداني، وهو الأمر الذي تحقق بفضل تدخل المنتج حميد العلوي – صديق الراحل الحداني – الذي أقنعه بمنح فرصة لمطرب شاب وملحن واعد.
أما المحطة الأبرز فكانت حين غنّى أمام الملك الراحل الحسن الثاني بالقصر الملكي، وهناك تلقى نصيحة ثمينة من الملحن عبد الله عصامي الذي قال له: “آ ولدي، دابا عندك منافسين وحساد… خاصك تكون قد المسؤولية بالاجتهاد والعمل.”
(يتبع)
