السباحة في موسم الاصطياف.. 153 يوما من اليقظة القصوى لمنقذي الوقاية المدنية

celebrities20 أغسطس 2025
السباحة في موسم الاصطياف.. 153 يوما من اليقظة القصوى لمنقذي الوقاية المدنية

CELEBRITIES- لاماب-

في قلب الدار البيضاء، يظل شاطئ عين الذئاب واحداً من أكثر الوجهات إقبالا خلال فصل الصيف. أجواء ساحرة، شمس مشرقة، رمال ذهبية، وأطفال يملؤون المكان ضحكا ومرحا… لكن خلف هذا المشهد المبهج يترصد خطر حقيقي يهدد حياة المصطافين: الغرق.

مركز الإغاثة بعين الذئاب.. العيون التي لا تنام

غير بعيد عن الشاطئ، يوجد مركز الإغاثة عين الذئاب التابع للقيادة الجهوية للوقاية المدنية بالدار البيضاء – سطات. من هناك، يراقب المنقذون حركة البحر والمصطافين بدقة، مستندين إلى تدريب احترافي يمكّنهم من قراءة الأمواج، المد والجزر، والتيارات البحرية، واستباق أي طارئ قد يهدد أرواح الزوار.

موسم اصطياف مليء بالتحديات

خلال عطلة نهاية الأسبوع، يستقبل الشاطئ أزيد من 250 ألف مصطاف يوميا، مما يجعل مهمة المنقذين غاية في الصعوبة. وعلى مدى 153 يوماً من موسم الصيف (ماي – شتنبر)، يعمل رجال الوقاية المدنية دون توقف، بدءاً من الساعة الثامنة صباحاً عبر اجتماعات يومية تضع خطة العمل وفق توقعات الطقس وحالة البحر.

ولمواجهة المخاطر، يتم تجهيز المركز بوسائل لوجستية متطورة: دراجات مائية، قوارب إنقاذ، زودياك، سيارات رباعية الدفع، إضافة إلى فريق الغوص الجهوي المتخصص في عمليات البحث تحت الماء.

تدخلات تنقذ الأرواح

في مشهد متكرر على الشاطئ، أنقذت فرق الوقاية المدنية شاباً كان يواجه صعوبة في عرض البحر، في عملية دقيقة وسريعة أعادت له الحياة. لكن للأسف، لا تسلم جميع التدخلات من النهاية المأساوية، خصوصاً في الشواطئ غير المراقبة مثل عين كديد، حيث تغيب فرق الإنقاذ.

تكوين المنقذين الشباب

إلى جانب عناصر الوقاية المدنية، يتم تعزيز الفرق بمنقذين موسميين شباب يخضعون لتدريب صارم يشمل تقنيات الإنقاذ، الإسعافات الأولية، والتواصل مع المصطافين. هذا التكوين يتم بتأطير من الوقاية المدنية وبشراكة مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، مما يجعل هؤلاء الشباب عيناً إضافية ترصد إشارات الاستغاثة وتنقذ الأرواح.

الوقاية أولا

“أفضل تدخل هو الذي نتجنبه” يقول ليوتنان كولونيل عادل حيمودي، قائد مركز الإغاثة بعين الذئاب، مؤكداً أن الوقاية تظل أساس عمل المديرية العامة للوقاية المدنية. ولهذا يتم كل صيف تنظيم حملات تحسيسية عبر توزيع مطويات، وصلات إذاعية ورسائل رقمية، بالإضافة إلى التواصل المباشر مع المصطافين على الشواطئ.

كما يتم اعتماد إشارات تحذيرية واضحة: أعلام ملونة، مناطق محظورة، مكبرات صوت، دوريات راجلة وبحرية، لضمان سلامة الزوار

أرقام مقلقة تدعو للحذر

تكشف إحصائيات رسمية عن خطورة الوضع:

  • بين فاتح ماي و15 يوليوز 2025، سجل المغرب 14.040 حالة غرق.
  • تم إنقاذ 13.970 شخصاً، مقابل تسجيل 49 حالة وفاة و21 مفقودا.
  • في جهة الدار البيضاء – سطات وحدها، سُجلت 3.144 حالة، منها 14 وفاة و14 مفقوداً.

الأرقام تؤكد حقيقة واحدة: اتباع التعليمات، احترام إشارات التحذير، وتوخي الحذر هي مفاتيح النجاة من الغرق.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :يشترط في التعليقات عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم