CELEBRITIES- إكرام زايد –
قبل الخوض في تفاصيل توتر العلاقة بين الشاب محمد الغاوي والراحل عبدالنبي الجيراري، فإنه لابد من التوقف عند الفترة التي شغل فيها هذا الشاب منصب محافظ لبرنامج “مواهب”، علي اعتبار أن المرحلة شهدت معاينته لميلاد عدة أصوات غنائية شابة وانطلاقتها فنيا.. من أبرزها كانت الفنانة عزيزة جلال التي عاين عن كثب مرورها في برنامج “مواهب”، عن ذلك يقول الغاوي “كنت أنا من سجل عزيزة جلال للمشاركة في البرنامج، وأذكر أنها حضرت رفقة والدتها قادمتين إلى الرباط من مكناس، كما أذكر أن عزيزة قدمت أمام السي عبد النبي أغنية لشريفة فاضل”..
ولأن مشاركة عزيزة جلال الأولى في “مواهب” لم تكن موفقة، فإنها قدمت مرة أخرى للبرنامج بعد مرور ثلاثة أشهر للمشاركة مجددا من خلال أداء أغنية “ليالي الأنس” للراحلة اسمهان وأدتها بداية بمصحابة عزف السي الجيراري على العود، قبل أن يطلب من الفرقة الموسيقية حفظ النوتة المتعلقة بالأغنية لتؤديها عزيزة بمصاحبة عزفهم الموسيقي لتصوير الحلقة زوال نفس اليوم”..
وبعد بث هاته الحلقة من “مواهب” خلقت إعجابا لا متناهيا بصوت المطربة الشابة عزيزة جلال، كما أثارت نزاعا كبيرا بين الراحيلن عبدالنبي الجيراري وأحمد البيضاوي..عن تفاصيل ذلك يقول الغاوي “عندما بثت الحلقة في التلفزيون وقعت ضجة كبيرة بين السي عبدالنبي الجيراري والسي البيضاوي، حيث رغب الثاني في تلحين أغنية وطنية لها تؤديها بمناسبة حلول أحد الأعياد الوطنيةحينها، فيما لم يشأ الأول ذلك لكونه مكتشف صوت عزيزة جلال التي كانت ذكية وقدمت أغنية من ألحان الراحل البيضاوي بمصاحبة عزف الجوق الملكي، إضافة إلى أغنية من ألحان الراحل عبد النبي الجيراي بمصاحبة عزف الجوق الوطني”..
لهذا فالانطلاقة الفنية لعزيزة جلال كانت قوية محليا، قبل أن تقرر التوجه نحو الشرق حيث حققت شهرة أوسع وأكبر وتتعامل مع كبار الملحنين وكتاب الكلمات وحيث لمع نجمها في أغنيات حملت توقيعات الكبار محمد الموجي وبليغ حمدي وغيرهم من الأسماء الكبيرة في دنيا الفن، لتقرر بعدها الابتعاد عن كل الأضواء والاعتزال وهي في قمة ألقها الفني..
وخلال اشتغاله أيضا في “مواهب”، يذكر الفنان محمد الغاوي اسم الفنانة الراحلة رجاء بلمليح التي شاركت بدورها في البرنامج ولكنها لم توفق في هاته التجربة، يقول عنها “كانت رجاء رحمها من نفس دفعتي في “مواهب” وحصل لها نفس ما حصل لي، حيث غنت في البرنامج أمام السي الجيراري ولم تحظ بقبوله..لذلك، فقد سارت الراحلة في منحى اخر التقينا فيه ضمن برنامج “أضواء المدينة” “..
ورغم خصوصية هاته العلاقة بين الطرفين، فإن الشاب محمد الغاوي ورغم اشتغاله عن كثب إلى جنب الراحل الجيراري فإنه لم يكن راضيا في قرارة نفسه عما وصل إليه، يقول ” لم يهتم بي السي الجيراري كفنان ولم أسأله يوما عن سبب ذلك، لقد وظفني في البرنامج بناء على تعاطفه مع وضعي الاجتماعي والمادي..ورغم أني كنت أشتغل إلى جانب الجيراري فإني كنت غير راض في قرارة نفسي لأنه يعطي فرصا لأشخاص آخرين فيما لا يمنحني نفس الحظوظ”…
ورغبة في تحقيق حلمه الدفين بالانطلاقة فنيا، فقد قرر الشاب محمد الغاوي خوض مغامرة محفوفة بالمخاطر، لأن الأمر يعني باختصار طرده من برنامج “مواهب” وقطيعة مع صاحبه عبد النبي الجيراري..عن هاته المغامرة يقول الغاوي “أعلنت الإذاعة الوطنية سنة 1979 عن تنظيمها لتظاهرة اسمها “أضواء المدينة” التي كانت عبارة عن جولة تنطلق من الرباط وتشمل ربوع المملكة لاكتشاف الأصوات الغنائية الشابة، تحت إشراف حميدالعلوي والمرحومان محمد أبو الصواب وادريس التادلي وأستاذ كل المنتجين محمد بنعبدالسلام الذي كان معه محمد الجفان وفاطمة أقروط ورشيد الصباحي”.
بعد ان استفسر عن تفاصيل المسابقة، قرر تسجيل اسمه في مسرح محمد الخامس بالرباط، لكن ببعض التحايل الذي يروي تفاصيله بقوله” ارتأيت أن أسجل نفسي تحت اسم محمد بروايل الذي هو اسم زوج خالتي لاعب كرة القدم المعروف حينها، وغنيت أمام اللجنة مقاطع من أغنيات لعبد الهادي بلخياط وعبد الحليم حافظ، قبل أن يتم اختياري بعد أدائي لأغنية “مضناك جفاك” لمحمد عبد الوهاب”..
والنتيجة الإيجابية التي حققها الشاب الغاوي جعلته يصارح الراحل ادريس التادلي بحقيقة اسمه، بهدف تصحيحه في المراحل المقبلة من المسابقة التي ستسفر عن مفاجأة من العيار الثقيل ستؤدي إلى قطع حبال الود بين الغاوي والجيراري..
(يتبع)
