• 19:04 2024-04-27

جنازة رجل.. وكاميرات رجال !!

CELEBRITIES- إكرام زايد

لا يهمني أن تعاني لوعة فراق عزيز، ولا يعنيني أن تبكيه من الحرقة والحب، ولا يخصني أن ينفطر قلبك على ذاك العزيز من الوجع والألم !! كما لا أكثرت من إفساد طعم فرحتك أو سعادتك، وأنا أصوب نحوك سهام قلمي أو كاميرتي نحوك ساخرا ومتهكما منك وعليك!!

كل ما يهمني أن تمنحني تصريحا بعد أن تلتقطك عدستي وأنت كما أنت في قلب الفاجعة أو في عز الفرح: إنسانا موجوعا ومتألما من آثار الفقدان، أو سعيدا فرحا بما تنعم به من زواج أو ميلاد أو غيرها من المسرات ..

مدعاة كتابة هذه السطور تتمثل في الانزعاج والمضايقات التي سببها ممثلو المنابر الإعلامية المختلفة للمقربين من الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، رغبة منهم في أخذ تصريح يدرجونه في تغطيتهم لوقائع العزاء.

سلوك أثار حفيظة عدد كبير من النجوم المصريين الذي عاينوا هذه المضايقات، على غرار الفنانة هالة صدقي التي أعربت علانية عن تذمرها من الأمر، قائلة “إن الظرفية تسمح بهكذا سلوكات”.

التصرف ذاته تكرر في بحر هذا الأسبوع في عزاء والدة الفنانة يسرا لحظة وصول الفنانة ليلى علوي، حيث لم تكثرت عدسات المصورين لبكاء يسرا او تأثر ليلى بهذه المناسبة الأليمة التي يصير فيها الهدف نشر فيديوهات للنجوم والنجمات دون مساحيق، فيما الهاجس تسجيل تصريحات من المقربين بعيدا عن طبيعة العلاقة بالراحل أو شعوره لحظتها أو تفاصيل أخرى تهم تقبله لفاجعة الموت!!

ليس القصد عدم مواكبة وتغطية عزاء الفنانين، لأنهم يدخلون في خانة النجوم التي تقتضي متابعتها الإعلامية، وإنما الرجاء التعامل مع هذه المهمة بأدنى قسط من التقدير الذي يراعي حقيقة كون ذاك الفنان النجم هو في مستهل الأمر ونهايته إنسان ضعيف أمام قدرة الواحد القهار، وفاقد لكل أسلحته أمام فاجعة موت الأعزاء!!

رحم الله الفنان فاروق الفيشاوي ورحم الله أعزاءنا جميعا..

المقالة السابقةالمقالة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *