CELEBRITIES- إكرام زايد
اللقاء بالفنان عد الهادي بلخياط، ومحاورته، محطة مهنية لا يمكن أن تنسى، لأن الأمر، باختصار، يتعلق برمز من رموز الفن في المغرب والعالم العربي، وعلامة فارقة في تاريخ الأغنية المغربية المعاصرة.
وشاءت الأقدار أن يكتب لي لقاء عبد الهادي بلخياط ومحاورته ثلاث مرات، يعود الفضل في أولها إلى الصديق المنتج رشيد حياك (مالك قناة شذى تيفي، وإذاعة شذى وشركة “تسجيلات القاهرة” و”سما ماستر” للإنتاج الفني).
أذكر أن ذلك كان سنة 2002، حين كانت التحضيرات جارية على قدم وساق، من قبل حياك وطاقمه الفني والتقني، لإخراج ألبوم عبد الهادي بلخياط، الذي يتضمن مجموعة من أعماله الفنية في حلة أنيقة وتوزيع موسيقي جديد.
وبناء على اتفاق مسبق بيننا، اتصل بي حياك هاتفيا يخبرني أن هناك موعدا مرتقبا بينه وبين “الحاج عبد الهادي” في شركة “تسجيلات القاهرة”، وهي فرصة مواتية للقائه وإجراء حوار معه، بمناسبة عمله الغنائي الجديد.
وفعلا انتقلت، برفقة الصديق عبد اللطيف القراشي، إلى مقر شركة “تسجيلات القاهرة”، بشارع 2 مارس بمدينة الدار البيضاء، وكان اللقاء الأول من نوعه مع الفنان عبد الهادي بلخياط..
فاجأتني بساطته وكلامه المتأني، وأحببت نبرة صوته المتميزة، وهو يجيب عن الأسئلة التي حضرتها سلفا بإشراف من ذ. عبد الكريم الأمراني، الذي تولى حينها رئاسة تحرير يومية “الأحداث المغربية”.
وأذكر أن ألبوم الفنان عبد الهادي بلخياط حقق نجاحا باهرا بعد صدوره، سواء في نسخة الشريط أو القرص المدمج، لأنه تضمن مجموعة من أشهر أعماله المقدمة في قالب فني يتماشى مع العصر.
أما اللقاء الثاني الذي جمعني بالفنان بلخياط، فكان في العاصمة القطرية الدوحة، حيث جرت فعاليات مهرجانها الغنائي السنوي، الذي احتفى سنة 2007 بالأغنية المغربية، ولأجل ذلك حضر وفد فني مغربي رفيع المستوى، ضم مجموعة من الأسماء التي أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الموسيقار عبد الوهاب الدكالي، الفنانة نعيمة سميح، الملحن مولاي أحمد العلوي، الفنانة أسماء لمنور.
وهي الفرصة التي كانت مواتية لاكتشاف فنانين مغاربة، لأول مرة في شكل جماعي، على غرار الفنانة نعيمة سميح التي التقيتها للمرة الوحيدة في مساري المهني ضمن فعاليات مهرجان الدوحة الغنائي.
وتمر السنوات وتكتب لي محاورة بلخياط مجددا في الرباط سنة 2015، خلال فترة التداريب استعدادا لإحياء حفل فني ضمن مهرجان موازين بالمسرح الوطني محمد الخامس، بعد غياب طويل عن الجمهور المغربي.
وهنا لم أفوت الفرصة لاستفساره، في لقائي المقتضب معه، عن دواعي قرار اعتزاله الفن، لتكون إجابته مقتضبة وجامعة شاملة بالقول : “في الماضي كانت مرحلة الجسد، والآن مرحلة الروح”.
وبه الختم المؤقت، لأتذكر وإياكم تفاصيل لقاءات عديدة وحوارات أجريتها على امتداد مسار مهني، تضمنت الكثير من التحديات والإخفاقات والتضحيات، وخيبات الأمل والنجاحات، التي تدفع المرء ليقول في كل مرة “هناك ما يستحق العيش فعلا في هذه الحياة”.